الإيقاع أحد العناصر المكوّنة للعمل الموسيقي، فهو بالنسبة للمعزوفة الموسيقية بمثابة العمود الفقري، وبالنسبة للغناء بمثابة الروح، ولا يُستغنى عنه في بناء أعمال الرصيد الموسيقي العربي/الشرقي وغيره العالمي، فالإيقاع يمثّل الركن الثالث الذي "يُصبّ اللحن في قالبه"، بعد الشعر المتغنّى به والطبع أو المقام المترنّم بلونه.
ويبرز هذا التكامل في تعريف إبن سريج الذي يقول: "المصيب المحسن من المغنين هو الذي يشبع الألحان ويملأ الأنفاس ويعدّل الأوزان ويفخّم الألفاظ، ويعرف الصواب ويقيم الإعراب ويستوفي النغم الطوال ويحسن مقاطع النغم القصار ويصيب أجناس الإيقاع، ويختلس مواقع النبرات ويستوفي ما يشاكلها في الضرب من النقرات".
وهكذا فبالرّغم من مكانة الإيقاع، فلا تزال المنظومة الإيقاعية خاصة في المعزوفة المحلية والإقليمية تعاني من فقدان الوضوح والمنهجية في التعريف بخصائصه وكيفية فهم مصطلحاته وتحديد طرق تدوينه.
- Enseignant: Nadjib Chichoune (Enseignant)