نعتبر كل نشاط رياضياتي يتمتّع بجوانب شكلية وخوارزمية وحدسية... هو نص رياضياتي. إن تمتعه بهذه الجوانب يجعله يدمج رياضيات شكلية استنتاجية دقيقة برياضيات كنشاط إنساني. فهو إذن يحقق احتياجات العقل واحتياجات المجتمع. نذكّر بأن الجانب الشكلي يشمل البديهيات والتعاريف والنظريات والبراهين. لكن الجانب الشكلي لا يكفي وحده لحل مشاكل رياضياتية، لابد إذن من معرفة الخوارزميات وهي الإجراءات المستعملة في الحل (عملية قسمة طويلة، استخراج الجذر التربيعي،...) إن التحكم في هذه الإجراءات يولّد مهارات تكتسب بالتدريب المنظم النّسقي. نقصد بالجانب الحدسي درجة الذاتية في قبول مفهوم أو نظرية أو حل رياضياتي. إن المعرفة الحدسية قد تنسجم مع الحقائق المنطقية وبالتالي تسهّل عملية التّعلم، وقد تتعارض معها فتكون عائقا لها.