المقدمة

تعد فيزيولوجيا الحيوان علم يفسر العمليات الحيوية للعضوية. وقد تدرج مواضيعها أساسا في ثلاث قطاعات رئيسية للوظائف الحيوية في الجسم الحيواني، أولها وظائف التغذية Fonction de Nutrition وتتناول كل من الهضم والإمتصاص والدوران والتنفس و الإطراح. إلا أن العضوية إن كانت تأخذ من الوسط و تعطيه في حركية دائمة فإنها تحافظ دائما على ثبات مميزاتها في كيانها الكيميائي والفيزيائي عبر سلسلة من الوظائف التنظيمية التي تضم وظائف التنظيم الصياني Fonction de Régulation Conservative الذي يتناول تنظيم الأملاح و الماء و الإمكانية الهيدروجينية pH  و تنظيم الاستقلاب السكري و الحرارة و الدوران الدموي في الجسم، وظائف التنظيم الدوري و الاستمراري أي التكاثر والتشكل والنمو. أما القطاع الثالث من الوظائف الفيزيولوجية فيضم وظائف الاتصال الذي يهتم بقضايا الارتباط والتنسيق بين العضوية و الوسط الخارجي. فالعضوية في توازنها الحركي (الديناميكي) إنما تقف على أخبار العالم الخارجي وتغيراته عبر جملة في غاية الدقة تستقبل المعلومات ثم تترجمها و تجيب عليها بالشكل المناسب الذي يضمن لها بقاؤها و استقلالها. ويتناول هذا القطاع وظائف الاستقبال Réception، ثم وظائف التنسيق في الجملة العصبية Coordination، ثم وظائف التنفيذ عبر جملة الفاعلات Effecteurs من عضلات و غدد و غيرها.

و يقوم الجهاز العصبي بتنظيم أوجه النشاط المتباين الذي تبديه أعضاء  الجسم المختلفة، و يتعاون في  هذا المجال مع الجهاز الهرموني أو جهاز الغدد الصماء. و يعتبر الجهاز العصبي من أهم أجهزة الجسم، و من المؤكد أنه أكثرها تعقيدا. و قد بلغ هذا الجهاز أقصى مراحل تطوره في الفقاريات، و خاصة في الثدييات، و بصفة أخص في الإنسان.